الرباط 10 مايو 2025 (الأنباء الليبية) -أُطلقت جماعة عامر (عمالة سلا)، أشغال إحداث منصة للمخزون والاحتياطات الأولية على مستوى جهة الرباط-سلا-القنيطرة، ضمن برنامج وطني يهدف إلى تعزيز قدرة الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية والطارئة عبر تجهيز كل جهة في المملكة ببنية مخصصة للتدخل الفوري.
المبادرة التي أطلقت الأربعاء الماضي، تُعد جزءا من نموذج وطني يعزز الصمود الميداني في مواجهة الكوارث، وتأتي ضمن مشروع لإحداث 12 منصة موزعة على مختلف جهات المغرب، باستثمار إجمالي يبلغ سبعة مليارات درهم، منها مليارا درهم مخصصة للبناء وخمسة مليارات درهم لاقتناء التجهيزات والمواد.
المنصة الجهوية الجديدة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة ستُنجز على مساحة تقدر بـ20 هكتارا خلال مدة 12 شهرا، بميزانية تبلغ 287.5 مليون درهم، وتشمل إنشاء أربعة مستودعات بمساحة خمسة آلاف متر مربع لكل واحد، إلى جانب حظيرتين للمعدات الثقيلة، ومهبط للطائرات المروحية، ومرافق لوجستية كالمواقف والمباني الإدارية.
ويعتمد المخطط الوطني على توزيع المنصات وفقاً للكثافة السكانية والمخاطر المحتملة، حيث ستضم الجهات ذات الكثافة العالية مثل الدار البيضاء-سطات، والرباط-سلا-القنيطرة، ومراكش-آسفي، وفاس-مكناس، وطنجة-تطوان-الحسيمة، وسوس-ماسة، أربع مستودعات بمساحة إجمالية تبلغ 20 ألف متر مربع لكل جهة. أما الجهات ذات الكثافة الأقل والمخاطر المحدودة فستضم مستودعين بمساحة إجمالية قدرها 10 آلاف متر مربع لكل منها.
كما تسعى هذه المنصات إلى ضمان جاهزية عالية للتدخل في حال وقوع كوارث مثل الفيضانات، الزلازل، أو الحوادث الصناعية والكيماوية، عبر توفير المواد الأساسية للإيواء والإغاثة بشكل سريع وموجه.
ويتضمن المخزون تجهيزات الإيواء لـ200 ألف شخص، تشمل خياما متعددة الخدمات، أسرة، أغطية، ومستلزمات طبية وغذائية.
كما تشمل المعدات معدات إنقاذ ثقيلة وخفيفة، ومولدات كهرباء، ووسائل نقل للمساعدة في إيصال المواد للمناطق المتضررة.
يمثل المشروع خطوة عملية نحو تعزيز منظومة الحماية المدنية والاستجابة الإنسانية، من خلال تجهيز بنية وطنية موزعة جغرافياً قادرة على احتواء التداعيات الأولى للكوارث، وتوفير الدعم الأولي للسكان المتضررين قبل تدخل باقي المؤسسات.
كما ستضم المنصات تجهيزات متكاملة لتغطية الاحتياجات الأساسية للسكان المتضررين، أبرزها توفير المخابز والمطابخ المتنقلة لإعداد وتوزيع الوجبات الجاهزة، وتلبية حاجيات مياه الشرب والكهرباء من خلال وحدات متنقلة لتصفية المياه ومولدات كهربائية قابلة للقطر.
كذلك تتضمن هذه المنظومة مخزونات استراتيجية من المعدات الخاصة بالتدخل في الفيضانات، والزلازل، والانهيارات الأرضية، والمخاطر الكيماوية والصناعية والإشعاعية، إضافة إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الإنقاذ.
وفي المجال الصحي، يشمل البرنامج تجهيز 12 مستشفى ميدانيا على مرحلتين، بسعة 50 سريرا لكل منها، مع وحدات طبية تخصصية ومراكز فرز وإسعافات أولية، إلى جانب توفير كميات من الأدوية للاستجابة الفورية، ويجرى تدبير هذه المخزونات من غذاء وأدوية عبر فرق مؤهلة وفق معايير صارمة لضمان سلامتها وصلاحيتها.
ويهدف المشروع إلى تطوير بنية تحتية وطنية متخصصة بالطوارئ، قادرة على تغطية حاجيات تفوق بثلاث مرات ما يلبى خلال زلزال الحوز، كما يسعى إلى دعم إنتاج وطني لمعدات الإغاثة.
واختيرت مواقع المنصات بناء على معايير علمية تتعلق بالمخاطر الجهوية، وفق دراسة مستندة إلى تجارب دولية رائدة في هذا المجال. (الأنباء الليبية الرباط) س خ