بنغازي 19 مايو 2025 (الأنباء الليبية) _ شدد رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية في ليبيا الصديق حفتر، على أهمية المصالحة كضرورة ملحّة لتحقيق الاستقرار في البلاد، مؤكداً أن المصالحة الوطنية ليست مجرد فكرة مستوحاة من الآخرين، بل هي إيمان نابع من معايشة الصراعات التي شهدتها ليبيا منذ عام 2011.
المصالحة وليد المعاناة
وأوضح الصديق حفتر في حوار مع قناة (BBC) البريطانية، أن المصالحة تمثل “إيمانًا قبل كل شيء” وأنها وُلدت من رحم معاناة الليبيين على مدار السنوات الماضية. ورغم الجهود السابقة.
وأشار إلى أن تلك المحاولات لم تتكلل بخطوات فعلية لتحقيق النجاح، وأن “المصالحة هي إيمان قبل كل شيء، وهي وليدة معاناة ومشاهدات نعيشها جميعًا كليبيين”.
الشرعية من الشعب
وأكد الصديق أن شرعية جهوده في المصالحة الوطنية تأتي من الشعب الليبي، مشيرًا إلى لقاءاته المستمرة مع القبائل في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك الشرق والوسط والجنوب. مضيفاً: أنه استمد شرعيته من مجلس النواب ومن الشعب الليبي، وليس من أي جهة أخرى.
مسودة قانون المصالحة
وكشف رئيس المفوضية عن تجهيز مسودة قانون للمصالحة الوطنية ستُعرض على مجلس النواب للمصادقة عليها، مشددًا على أن الشعب الليبي هو صاحب القرار النهائي بشأن كيفية المضي قدمًا.
وأوضح أن المفوضية تهدف إلى بدء عملية المصالحة من عام 2011، مع إمكانية توسيعها لتشمل مراحل تاريخية سابقة بناءً على رغبة الشعب.
العدالة الانتقالية أساس المصالحة
فيما يتعلق بتحقيق العدالة، أكد أن المصالحة الوطنية لا يمكن أن تتحقق دون عدالة انتقالية تشمل جميع الليبيين في الشرق والغرب والجنوب. قائلاً “إن المصالحة الوطنية تقوم على العدالة، والحق، والإنصاف، ورد المظالم في جميع أنحاء ليبيا”.
الاستعداد للانتخابات
ورغم نفيه التفكير في الترشح للانتخابات، لم يستبعد الصديق قبول الترشح إذا اختاره الشعب الليبي، مؤكدًا أن هدفه الأساسي هو تحقيق المصالحة وتوفير مناخ ملائم لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
التحديات الأمنية
وفي رده على الانتقادات المتعلقة بالانتهاكات الأمنية، أوضح رئيس المفوضية أن الوضع في ليبيا لا يزال يشهد تحديات، لكنه أعرب عن ثقته في قدرة الليبيين على تجاوز هذه المرحلة.
وفي الختام، أبدى الصديق حفتر تفاؤله بمستقبل ليبيا، مؤكدًا أن المصالحة الوطنية هي الطريق الوحيد لإنهاء الانقسامات وتحقيق الاستقرار. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) هــ ع