بنغازي 18 مايو 2025 (الأنباء الليبية) – عبّر رئيس الحكومة الليبية، د. أسامة حماد، في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي، عن أسفه الشديد تجاه استخدام القوة المُفرطة ضد الحراك الشعبي السلمي الذي شهدته العاصمة طرابلس مؤخرًا، مؤكدًا أن ما جرى كان تعبيرًا مشروعًا عن مطالب المواطنين في إطار ما يكفله الدستور من حقوق.
واستهل حماد كلمته بالترحّم على أرواح الضحايا، متقدّمًا بالتعازي إلى أسرهم، مُشددًا على أن ما جرى في طرابلس كان “صرخة جماعية تعبّر عن رفض الفساد والعبث، وتُطالب بوطن يحترم تطلعات الشعب”.
وانتقد حماد غياب الدور المسؤول من قبل المجلس الرئاسي منتهية الولاية، متهمًا إياه بالفشل في حماية المواطنين واحتواء الأزمة داخل نطاق سلطته، كما أبدى استغرابه من الصمت الدولي حيال ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان التي تُهدّد السلم الاجتماعي. وقال إن هذا الصمت يزيد من عزلة المواطنين ويُقوّض ثقتهم في العدالة الدولية.
وفي سياق متصل، وصف رئيس الحكومة خطاب رئيس الحكومة المنتهية ولايته، عبد الحميد الدبيبة، بـ “المحاولة البائسة لتزييف الواقع والتنصل من المسؤولية”. وأكد أنه تضمن “اعترافًا صريحًا بارتكاب جرائم تحت ذريعة محاربة ميليشيات خارجة عن القانون”، رغم أن تلك الميليشيات كانت تُصنّف سابقًا كأجهزة شرعية وتحظى بدعمه، مشيرًا إلى أنها كانت تتلقى الأموال وتشارك في انتهاكات سابقة، بما في ذلك اقتحام مقر مصرف ليبيا المركزي.
وأضاف حماد أن الخطاب خلا من أي تعزية للضحايا أو اعتراف بالمسؤولية، مُشيرًا إلى أنه لم يُقدّم واجب العزاء لعائلات فقدت أبناءها المطالبين بحقوقهم الوطنية المشروعة، ولم يعترف بأن سلطته ارتكبت جُرمًا بحق مواطنين عُزّل ففقدوا أرواحهم الطاهرة. واعتبر أن خطاب الكراهية ومحاولات تأجيج الانقسام تُشكّل خطرًا على وحدة البلاد وسلامة شعبها.
وأشار حماد إلى أن ما حدث في طرابلس خلال الأيام الماضية لم يكن عملاً فرديًا، بل كان صرخة جماعية خرجت من أعماق شعبنا، تعبر عن رفض استمرار العبث والفساد، ورفض التهميش، وضرورة إنهاء المرحلة التي يدير فيها بعض الأشخاص ظهورهم للشعب.
وأوضح حماد أنه بدلاً من الحديث عن الحلول أو فتح باب الإصلاح، اعترف بوجود فشل في حكومته، مُؤكدًا أن الحكومة كانت قد خضعت لسيطرة الميليشيات التي كان يروج لها كأجهزة أمنية شرعية. وهذا الاعتراف، وفقًا له، يُعد إدانة مُوثقة تُضاف إلى سجل طويل من الإخفاقات.
اختتم حماد كلمته بدعوة كافة المكونات الوطنية إلى إطلاق حوار شامل يؤدي إلى تشكيل حكومة موحدة، تُمهّد الطريق لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في ليبيا، وإذا لم يستطيعوا اتخاذ موقف واضح، فيجب عليهم ترك القرار لليبيين وحدهم ليحددوا مصيرهم بأنفسهم وينهوا خلافاتهم بعيدًا عن التدخلات والوصاية.
في الختام، أكد حماد تمسكه بسلمية الحراك، وحثّ أبناء الشعب في طرابلس على الحفاظ على الطابع الحضاري لحراكهم، وصون الممتلكات العامة والخاصة. (الأنباء الليبية – بنغازي) ر ت