بنغازي 21 مايو 2025 (الأنباء الليبية) – تتدافع السواعد في ميناء المنطقة الحرة جليانة ببنغازي في خلايا نحل تعمل من الساعات الأولى للفجر إلى حدود منتصف الليل لتفريغ السفن الراسية على الأرصفة وتفسح المجال لأخرى متوقفة على المخطاف، فيما تنفد شركات محلية وعالمية مشاريع للبنية التحتية الحديثة منها تعميق الأرصفة وتوسيع ساحات الحاويات إلى جانب إدخال رافعات ثقيلة جديدة للخدمة.
وقررت إدارة ميناء المنطقة الحرة جليانة رفع التحديات للمواءمة بين تحديث الميناء واستمرار العمل اليومي من خلال سلاسل بشرية تعمل في استقبال السفن وتوجيهها إلى الأرصفة العاملة، وتفريغ حمولتها وشحنها إلى وجهتها، وإعادة تحميلها بالحاويات الفارغة أو بمواد معدة للتصدير إلى موانئ أخرى أو إلى الدول المغلقة المتاخمة للصحراء التي تربطها علاقات تعاون مع المنطقة الحرة في مجال ما يُعرف بتجارة العبور (الترانزيت).
ووقف فريق من وكالة الأنباء الليبية على هذه الجهود الكبيرة لتطوير الميناء الاستراتيجي في شمال شرق البلاد، وهي جهود متصلة بحركة إعادة الإعمار واسعة النطاق التي تشهدها مدينة بنغازي ومختلف مدن الشرق الليبي والجنوب حيث تمتد سلطة الحكومة الليبية.
وقال مستشار المنطقة الحرة جليانة، عبد الكريم معاطي، إن المنطقة تُعد من أقدم الموانئ في ليبيا، يعود تاريخها إلى 1912، وتغطي مساحتها حوالي 120 هكتارا، وهي أهم بوابة لاستقبال البواخر المحملة بالسلع من مختلف الموانئ العالمية إلى أسواق الشرق الليبي.
وقدم عبد الكريم شرحا مستفيضا للمراحل التي تمر بها عملية استقبال البواخر وتفريغ السلع المختلفة، مشيرا إلى أن حوالي 250 عامل منواله، موزعين على فرق من 18 شخصا، حيث يحقق كل فريق معدل أداء لا يقل عن 150 إلى 200 حاوية يومياً باستخدام الرافعات ذات الاحجام المختلفة التي تتراوح قدرتها ما بين 60 إلى 154 طنا.
وأضاف أن الميناء يتكون من عدة ادارت هي المناولة، والتخزين، والشؤون البحرية، والفنية والمالية، والمراجعة والأمن والسلامة.
واستطرد أن أربعة أرصفة تعمل حالياً في استقبال السفن من أصل تسعة، نظراً لأن الأرصفة الخمسة الأخرى تشملها عملية التطوير التي أطلقتها إدارة المنطقة الحرة.
وتستهدف كذلك مشروع محطة الركاب، وإنشاء صوامع ذكية للحبوب لتسريع عملية التفريغ، عن طريق أنابيب الشفط التي ستختزل وقت تفريغ الباخرة من ثلاثة أيام إلى ست ساعات.
وأشار المستشار معاطي إلى أن تطوير المنطقة الحرة جليانة يأتي استجابة لهدفين، التعامل مع زيادة حجم المبادلات التجارية، وتهيئة المنطقة كمحطة “ترنزيت” للدول الافريقية الحبيسة.
وقال في هذا الصدد إن المنطقة أطلقت مشروع توسعة جديد، لزيادة عمق أحد الأرصفة إلى 16 مترا، ما سيُتيح استقبال بواخر حاويات كبيرة تتراوح سعتها بين 5 و10 آلاف حاوية، بعد أن كانت الطاقة الاستيعابية تتراوح بين ألفين وأربعة ألاف حاوية.
ورصد فريق وكالة الانباء الليبية خلال جولته في المنطقة الحرة جليانة، تخللها جولة بحرية على متن القاطرة “برنيق” تفريغ شحنات من القمح والسكر والاسفلت السائل والحاويات.
وأبلغ المستشار معاطي (وال) أن المنطقة استقبلت الأسبوع الماضي أول شحنة من المواشي من سوريا على متن السفينة “دلال إف” بلغت 10 ألاف رأس من الأغنام بمناسبة عيد الأضحى، مبينا أن شحنات أخرى من الأغنام ستصل تباعاً خلال الأيام القادمة.
وتحدث رئيس قسم الإرشاد في المنطقة الحرة جليانة، الكابتن محمد الشلوى، عن التحديات التي تواجه عملية الإرشاد فقال، إن عرض مدخل الميناء الذي يبلغ حوالي 250 مترا، مع الغاطس الذي يتراوح بين 13 و14 مترا، يشكلان بعض الصعوبة في مناورة إدخال وإخراج السفن خاصةً عند هبوب الرياح مبينا أنه يتم قفل الميناء موقتا عندما تصل سرعة الرياح إلى ما بين 27 و28 عقدة.
يذكر أن المنطقة الحرة جليانة ببنغازي، تشكل نموذجا واعدا للتحول الاقتصادي في ليبيا، بما تشهده من تطوير شامل في بنيتها التحتية ومرافقها البحرية، ما يعزز موقعها كبوابة استراتيجية للتجارة الوطنية والإقليمية، وحلقة وصل مع الأسواق الأفريقية والعالمية، في ظل التنافس الاقتصادي الذي يشهده العالم. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ
-متابعة وتصوير: فريق صحفي لوكالة الأنباء الليبية ببنغازي