بنغازي 16 مايو 2025 (الأنباء الليبية) -تواصل أسرة الطفل عبد الله مبروك المجبري، البالغ من العمر 9 سنوات، مناشدتها للجهات المختصة وللمواطنين، للمساعدة في العثور عليه بعد فقدانه منذ خمسة أيام في مدينة بنغازي.
يعاني عبد الله يعاني من اضطراب طيف التوحد وصعوبات في التواصل، ما يزيد من تعقيد حالته ويجعله غير قادر على طلب المساعدة أو العودة إلى منزله بمفرده.
تأمل أسرة عبد الله في التوصل إلى أي معلومات قد تقود إلى مكانه، في ظل استمرار عمليات البحث التي يقودها الأهالي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
تفاصيل الحادثة وأحدث جهود البحث
كان آخر ظهور للطفل عبد الله في منطقة شمال بنغازي، بالقرب من محلات تجارية وورشة تحمل اسم المجبري على الطريق الرئيسية.
وحسب إفادة الأسرة، يُحتمل أن عبد الله كان يرتدي سروالا قصيرا أسود وقميصا داكن اللون حين اختفى.
وقد أطلق شقيقه، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، فيديو مؤثرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يناشد فيه السيد صدام حفتر وكافة الجهات الأمنية المساعدة في العثور على شقيقه.
وأكد شقيق عبد الله في الفيديو أن والدته تعيش حالة من الانهيار منذ اختفاءه، رغم إبلاغ الأسرة لجميع المراكز الأمنية دون أي نتائج حتى الآن.
ورغم الجهود المبذولة من فرق التطوع والشباب، وكذلك الأجهزة الأمنية، فإن عمليات البحث لم تسفر بعد عن أي تقدم.
وتناشد الأسرة جميع المواطنين الذين يمتلكون كاميرات مراقبة في تلك المناطق بمراجعة تسجيلاتهم خلال الأيام الماضية، لعلها تحتوي على مشاهد قد تساهم في تحديد اتجاه عبد الله أو مكانه.
الدعوة للتوعية بكيفية التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد
في هذا السياق، دعا عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة التوعية بكيفية التعامل مع الأطفال من ذوي التوحد، فقد أكدت أحلام الجبالي ، وهي والدة لطفل مصاب بالتوحد، أن غياب الوعي المجتمعي حول اضطراب التوحد يجعل الأطفال أكثر عرضة للخطر.
وقالت إن الأطفال الذين لا يلتحقون بمراكز تأهيل مبكر يصعب عليهم لاحقًا تعلم المهارات الأساسية والتواصل، مما يجعلهم غير قادرين على الاستجابة في المواقف الطارئة مثل الضياع أو الابتعاد عن المنزل.
وأضافت أنه من الضروري إدماج الأطفال من ذوي التوحد في برامج تأهيلية متخصصة منذ سن مبكرة لحمايتهم.
كما أيدت بشرى الخفيفي، والدة لطفل مصاب بالتوحد، هذا الرأي، مؤكدة أن التأهيل المبكر هو حجر الأساس في حماية الأطفال المصابين بالتوحد، ومساعدتهم على التفاعل مع محيطهم بأمان وفعالية. وقالت: “الحب وحده لا يكفي، نحن كأهالٍ مسؤولون عن التعلم والتدريب لنفهم أبناءنا ونُعدّهم للحياة بشكل آمن ومستقل.”
وأضافت أن المجتمع يجب أن يكون شريكًا في الحماية من خلال التوعية والتدريب الخاص بهذه الفئة.
نصائح من الخبراء في التعامل مع أطفال التوحد في حالات الفقد
من جانبه، شدد الدكتور فرج نجم، المختص في علم النفس والإرشاد الأسري، على أن وعي المواطنين بكيفية التعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد، خصوصًا في حالات الفقد والضياع، يمثل خط الدفاع الأول في مثل هذه الحالات.
وقال لصحيفة الأنباء الليبية: “أطفال التوحد لا يستطيعون حماية أنفسهم بمفردهم، لا يدركون الخطر، وقد لا يستجيبون عند مناداتهم، كما قد يقومون بسلوكيات غير مألوفة كالتحرك العشوائي أو التصفيق أو التأرجح. ومن الضروري أن يعرف المجتمع كيف يتعامل معهم إذا صادفهم في الشارع.”
واختتم نجم حديثه قائلاً: “كل دقيقة تأخير قد تعني خطراً أكبر، كل شخص في المجتمع مسؤول، وأي تهاون قد يكلفنا حياة طفل. نشر هذه الثقافة قد ينقذ حياة في لحظة حرجة.”
كما أشار نجم إلى مجموعة من النصائح المهمة في حال العثور على طفل يبدو تائهًا من فئة التوحد، وهي أنه يجب الاقتراب بهدوء مع تجنب إصدار أصوات مرتفعة أو حركات مفاجئة قد تؤدي إلى إرباك الطفل.
من المهم التحدث بلطف مع الطفل وعدم محاولة لمسه مباشرة، لأنه قد يشعر بالخوف أو التوتر.
يجب أيضًا مراقبة ردود الفعل بعناية، حيث قد لا يستجيب الطفل عند مناداته، ولا ينبغي افتراض الرفض أو عدم التعاون. في حالة عدم القدرة على التواصل مع الطفل بشكل مباشر، يمكن التقاط صورة له من بعيد ومشاركتها مع الجهات المختصة.
وأخيرًا، من الضروري عدم ترك الطفل بمفرده حتى تصل الجهات المختصة.( الأنباء الليبية) ك و
متابعة: بشرى العقيلي