بنغازي 03 مايو 2025 (الأنباء الليبية) -أكد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، في كلمة مسجلة ألقاها اليوم السبت، أن تشكيل حكومة وطنية موحدة لا يجب ربطه بإجراء الانتخابات، بل يُعد خطوة لفهم جذور الأزمات المتراكمة والصراعات التي مزقت ليبيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمثل المخرج الواقعي لإنقاذ البلاد من مزيد من الانقسام السياسي والتدهور المؤسسي.
وأوضح صالح، أن الوقت لم يعد يسمح بتعدد المسارات السياسية التي أثبتت فشلها، لافتا إلى أن محاولات الحل السابقة، من اتفاق الصخيرات إلى مسار جنيف، لم تلبِّ تطلعات الليبيين، بل أدت إلى تفاقم الانقسام وعرقلة بناء الدولة، مؤكدا أن الحاجة اليوم أصبحت ملحة لتوحيد الجهود بين مجلس النواب ومجلس الدولة من أجل تشكيل سلطة تنفيذية جديدة تلتزم بالاتفاق السياسي وتُنهي المرحلة الانتقالية الممتدة.
كما شدد على أن تشكيل الحكومة لا يهدف فقط إلى إدارة المرحلة القادمة، بل إلى فهم الواقع الليبي المعقّد، وتشخيص أسبابه، والتعامل مع التحديات بشكل عقلاني وبروح وطنية مسؤولة.
-نقد للمجلس الرئاسي
وجّه صالح انتقادات حادة إلى المجلس الرئاسي، متهما إياه بممارسة صلاحيات تتجاوز اختصاصاته المنصوص عليها في الاتفاق السياسي، وعلى رأسها إصدار مراسيم بقوانين، رغم أنه لم يُنتخب شعبيا.
وقال: إن المجلس الرئاسي قد فقد شرعيته القانونية والشعبية، وأصبح يمثل عبئا على المشهد السياسي، وسببا في تعطيل مسارات الحل.
اتهم صالح المجلس الرئاسي بالانحياز الواضح إلى حكومة انتهت ولايتها القانونية والسياسية، وعدم قدرته على تحقيق المصالحة الوطنية أو توحيد المؤسسات السيادية.
وأضاف أن هذا الفشل هو أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار الأزمة، وأن الإصرار على دعم هذا النهج يهدد استقرار ليبيا ويبعدها عن طريق الحل الوطني الشامل.
وحمل رئيس مجلس النواب، الرئاسي مسؤولية دعم حالة الانقسام وتكريس حالة من الجمود السياسي، مؤكدا أن مجلس النواب لن يتهاون في ممارسة مسؤولياته الدستورية، وسيمضي في طريق تشكيل حكومة جديدة تضع ليبيا على سكة الاستقرار.
-وحدة ليبيا أولا
وفي ختام كلمته، أشاد عقيلة صالح بتاريخ مدينة الخمس المجاهدة، ودورها البطولي في مقاومة الاستعمار الإيطالي، مستذكرا معركة المرقب في أكتوبر 1911، حين توحد المجاهدون من الخمس ومحيطها مع مسلاتة وزليتن ومصراتة وترهونة وبني وليد، في وجه الاحتلال الإيطالي، موجها تحية تقدير لأهل الخمس وكل المدن الليبية، داعيا إلى استعادة روح الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة.
قال صالح: إن ليبيا تحتاج اليوم إلى سلطة تنفيذية موحدة، تدير شؤون المواطن وتوفر الاحتياجات الأساسية من كهرباء وماء وتعليم ورواتب، قبل المطالبة بإجراء الانتخابات، مشيرا إلى أن تهيئة البيئة الآمنة والمستقرة هو عمل السلطة التنفيذية.
وأكد أن مجلس النواب كان ولا يزال ملتزما بالإعلان الدستوري والاتفاق السياسي، وكان فاعلا في جميع الحوارات، داخليا وخارجيا، من أجل التوصل إلى تسوية تنهي المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن الدولة لا تبنى بالعواطف والمناورات، بل بالتوافق الصادق والعمل الجماعي.
وختم رئيس مجلس النواب كلمته بالتأكيد على أن الليبيين يستحقون اختيار حكامهم عبر صناديق الاقتراع، لكن ذلك يتطلب سلطة تنفيذية موحدة تؤسس لمرحلة الاستقرار، قائلا: “عاشت ليبيا حرة أبية، موحدة بشعبها، وكرامتها، ومؤسساتها”. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ