بنغازي 08 مارس 2025 (الأنباء الليبية) – تستعد مختلف أنحاء العالم للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وهو مناسبة مهمة للتذكير بحقوق المرأة في جميع المجالات، ورغم ما تحقق من تقدم في دعم النساء، إلا أن النساء ذوات الإعاقة لا زلن يواجهن تحديات كبيرة، خصوصًا في الحصول على حقوقهن الكاملة، سواء في ليبيا أو في العالم بأسره.
الأوجلي: القبول الاجتماعي لا يزال عائقًا رئيسيًا أمام تمكين المرأة ذات الإعاقة
في حديثها الخاص لـ”الأنباء الليبية”، تحدثت مديرة إدارة العجزة والمسنين وذوي الإعاقة بوزارة الشؤون الاجتماعية، ليلى الأوجلي، عن واقع المرأة ذات الإعاقة في ليبيا، مؤكدة أن القبول الاجتماعي لا يزال يشكل عقبة كبيرة في وجه تمكينها. وأضافت الأوجلي أن العديد من النساء ذوات الإعاقة يعانين من التمييز والوصمة الاجتماعية، مما يؤدي إلى عزلهن عن المجتمع ويقلل فرص مشاركتهن في الحياة العامة.
“النساء ذوات الإعاقة ليست بحاجة إلى الشفقة، بل إلى بيئة داعمة”
وفي حديثها عن اليوم العالمي للمرأة، شددت الأوجلي على أهمية تغيير النظرة النمطية تجاه هذه الفئة. “هذه المناسبة تذكرنا جميعًا بأن النساء ذوات الإعاقة ليست بحاجة إلى الشفقة، بل إلى بيئة داعمة تعترف بقدراتهن وتوفر لهن الفرص التي يستحققنها”. كما دعت إلى تكثيف الحملات التوعوية التي تهدف إلى تغيير هذه الصورة النمطية وتحقيق قبول أكبر في المجتمع.
التمكين الاقتصادي للنساء ذوات الإعاقة على رأس الأولويات
رغم الدعوات المتزايدة لتحقيق المساواة الاقتصادية، فإن النساء ذوات الإعاقة يواجهن صعوبات هائلة في الحصول على وظائف مناسبة. وبحسب الأوجلي، فإن تمكين النساء ذوات الإعاقة اقتصاديًا يجب أن يكون على رأس الأولويات، خاصةً من خلال توفير بيئات عمل ملائمة تضمن لهن أجورًا عادلة. “احتفالنا باليوم العالمي للمرأة يجب أن يكون بمثابة فرصة لتوفير فرص تدريب مهني تناسب متطلبات سوق العمل”، أضافت.
التحديات الصحية: ضعف البنية التحتية يفاقم المعاناة
وفيما يتعلق بالتحديات الصحية التي تواجه النساء ذوات الإعاقة، أكدت الأوجلي أن ضعف البنية التحتية الصحية وغياب الخدمات المتخصصة يزيد من معاناتهن. “اليوم العالمي للمرأة يجب أن يكون فرصة لمطالبة الجهات المختصة بتوفير خدمات صحية أكثر شمولية، تضمن للنساء ذوات الإعاقة الحصول على الرعاية التي يحتجنها دون عوائق”.
الحقوق القانونية تحتاج إلى تفعيل عملي
وفيما يخص التشريعات الليبية، أشارت الأوجلي إلى أن هناك قوانين تضمن حقوق النساء ذوات الإعاقة، لكنها تحتاج إلى تفعيل عملي يضمن تنفيذها بفعالية. “اليوم العالمي للمرأة يجب أن يكون منطلقًا للمطالبة بتطبيق هذه القوانين على أرض الواقع”.
الجهود المبذولة لتطوير مهارات النساء ذوات الإعاقة
في إطار الجهود المبذولة لدعم النساء ذوات الإعاقة، كشفت الأوجلي عن قرب الانتهاء من مشروع لتطوير مهارات النساء ذوات الإعاقة، بهدف تأهيلهن لسوق العمل. “نحن ملتزمون بتوفير التدريب والدعم النفسي والاجتماعي، بالتعاون مع القطاع الخاص لتوفير فرص عمل حقيقية”، قالت الأوجلي.
تمكين النساء ذوات الإعاقة: ليس فقط دعم اقتصادي بل تمثيل في صنع القرار
وفي ختام حديثها، أكدت الأوجلي ضرورة تعزيز مشاركة النساء ذوات الإعاقة في الحياة العامة، داعية إلى توفير فرص أكبر لهن في المناصب القيادية. “التقليل من التحديات الاقتصادية لا يكفي، بل يجب أن يشمل تمثيلهن في صنع القرار وإعطائهن صوتًا في القضايا التي تؤثر على حياتهن”.
رسالة للأجيال القادمة: أهمية التضامن والتمكين الفعلي
وتوجهت الأوجلي في ختام حديثها برسالة إلى المجتمع الليبي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قائلة: “هذه المناسبة ليست فقط للاحتفال، بل لمراجعة واقع النساء ذوات الإعاقة والعمل على تحسينه. علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا في دعمهن وتمكينهن، لضمان أن تكون حقوقهن جزءًا لا يتجزأ من حقوق المرأة في ليبيا”.(الأنباء الليبية – طرابلس) أ د
متابعة: أحلام الجبالي