بنغازي 24 ديسمبر 2024(الأنباء الليبية) – عقدت بمقر وكالة الأنباء الليبية ببنغازي، جلسة حوارية مثمرة بعنوان “دور وسائل الإعلام في المصالحة الوطنية”، على هامش المؤتمر الدولي الأول لكلية الإعلام.
وأُقيمت الحوارية تحت رئاسة النائب جلال الشويهدي رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، حيث استعرضت أهمية الإعلام في تعزيز المصالحة الوطنية في ليبيا، كما ناقشت الجلسة سبل توجيه القطاع الإعلامي نحو نشر رسائل إيجابية تساهم في استقرار المجتمع وبناء الثقة بين مختلف مكوناته، في وقت يعاني فيه البلد من تحديات سياسية واجتماعية كبيرة.
وأكد الشويهدي في افتتاح الجلسة على ضرورة العمل الجاد من أجل توجيه الإعلام بما يخدم المصالحة الوطنية، مؤكدا أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتف الجهود الإعلامية من أجل التصدي لخطاب الكراهية الذي يروج له بعض الإعلاميين، مشيرا إلى أهمية تبني رسائل توحد الشعب الليبي بدلًا من زرع الفتن.
وبدأت الجلسة بمداخلة من أستاذ الإعلام بجامعة الزيتونة محمد الأصفر، الذي دعا إلى ضرورة إصدار قانون شامل ينظم الإعلام في ليبيا.
وأكد على أن هذا القانون يجب أن يضمن حقوق الإعلاميين وحرية التعبير، مع وضع عقوبات رادعة ضد أي محتوى إعلامي يحرض على الكراهية أو نشر التضليل.
من جانبه، أشار أستاذ الإعلام بجامعة طرابلس عابدين الشريف إلى أن أي خطوات إيجابية نحو تحسين دور الإعلام في المصالحة لن تكون فعّالة دون وجود تشريع قانوني متكامل، مضيفا أن وجود العديد من القنوات الفضائية التي تملك مقراتها خارج ليبيا يعوق جهود محاسبة تلك القنوات في حال ارتكابها مخالفات.
وفي مداخلة أخرى، تحدث عميد كلية الإعلام جامعة الزيتونة إبراهيم اشتيوي عن الدور المحوري للقنوات المرئية في التأثير على الرأي العام، مشددا على أهمية أن يكون الخطاب الإعلامي متزنا وموضوعيا في تعزيز ثقافة المصالحة وإعادة بناء الثقة بين أبناء الشعب الليبي.
أما مستشار وكالة الأنباء الليبية الصحفي علي أحمد الدلالي، فقد سلط الضوء على أهمية التوازن بين الجوانب النظرية والواقع الميداني في صياغة القوانين الإعلامية، مشيرا إلى أن التجربة الجزائرية يمكن أن تكون نموذجا جيدا يحتذى به في ليبيا، خاصة في مجال الإعلام ودوره في المصالحة الوطنية.
وفي مداخلة مشتركة، أكدت رئيس تحرير منصة أكولي وسن النويصري، وعميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الزيتونة حسين الزياني على ضرورة إيجاد آليات عملية قابلة للتنفيذ لتطبيق أي قوانين جديدة تنظم عمل القطاع الإعلامي، بحيث تكون هذه الآليات شاملة وتطبق في جميع أنحاء ليبيا.
وأكد مدير عام وكالة الأنباء الليبية إبراهيم المجبري، على أهمية تحديث القوانين الإعلامية السابقة مثل قانون 76 لسنة 1972، بما يتماشى مع التطورات الحالية، كما شدد على ضرورة إنشاء قناة تلفزيونية رسمية تابعة للدولة الليبية، تكون ممولة من الخزانة العامة ولها لائحة تنظيمية تتيح لها تحقيق استقلالية إدارية ومالية لدعم عملها، كما شدد على ضرورة تعزيز القيم الوطنية في الخطاب الإعلامي، وتحفيز الإعلام على نشر رسائل تعزز الوحدة الوطنية وتحد من الانقسامات.
وفي منتصف الجلسة، كلف النائب جلال الشويهدي عميد كلية الإعلام بجامعة بنغازي أ.د محمد المنفي، ومختلف عمداء الإعلام في الجامعات الليبية، بإعداد مسودة قانون لتنظيم العمل الإعلامي في ليبيا، مع الأخذ بعين الاعتبار المداخلات والاقتراحات التي طرحت خلال الجلسة.
وأكد الحضور في ختام الجلسة، على ضرورة إنشاء آليات عملية قابلة للتنفيذ لتطبيق أي قوانين جديدة تخص الإعلام، والتشديد على ضرورة تفعيل المجلس الأعلى للإعلام، باعتباره خطوة ضرورية لتنظيم القطاع الإعلامي ودعمه في تحقيق المصالحة الوطنية.
-آليات وتوصيات للعمل
خلال الجلسة الحوارية أتفق الحضور على مجموعة من التوصيات الأساسية التي تهدف إلى تنظيم وتحسين قطاع الإعلام في ليبيا بما يتماشى مع أهداف المصالحة الوطنية، وأولى هذه التوصيات هي إصدار قانون شامل لتنظيم الإعلام في البلاد، يضمن حقوق الإعلاميين، ويشمل في الوقت نفسه فرض عقوبات رادعة ضد خطاب الكراهية والتحريض الذي قد يؤدي إلى تفتيت المجتمع الليبي.
كذلك التأكيد على ضرورة إنشاء منصة إعلامية متخصصة في المصالحة الوطنية، تعمل على توجيه رسائل إعلامية تدعو إلى الوحدة الوطنية، وتعزز التواصل بين مختلف الأطياف الليبية، مع التأكيد على تفعيل المجلس الأعلى للإعلام، الذي يعتبر خطوة أساسية لضمان تنظيم القطاع الإعلامي بشكل فعال، وتحقيق دوره في تعزيز المصالحة الوطنية.
وفيما يتعلق بالقانون الإعلامي، أتفق أيضا على إعداد مسودة قانون متكامل تحت إشراف عمداء كليات الإعلام، بقيادة الدكتور محمد المنفي، من أجل تنظيم الإعلام بما يتماشى مع المستجدات الحالية.
كما أُشير إلى أهمية تنظيم الإعلام الخارجي، عبر وضع إطار قانوني ينظم الرسائل الإعلامية الموجهة من وإلى الخارج، لضمان توازنها واستقلالها.
ومن التوصيات المهمة أيضا إنشاء نقابة موحدة للإعلاميين، لتعزيز دورهم وضمان حقوقهم المهنية والاجتماعية، إلى جانب تطوير الإعلام الرسمي من خلال إنشاء قناة رسمية تابعة للدولة، تكون ممولة بشكل مستدام ولها لائحة تنظيمية تضمن استقلاليتها.
علاوة على ذلك، أوصى المشاركون بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى، مثل الجزائر، لدراسة النماذج الناجحة في الإعلام المصالحي، مع إعداد ملخص علمي للأبحاث الإعلامية الناتجة عن المؤتمر الدولي الأول لكلية الإعلام بجامعة بنغازي في ديسمبر 2024، لتسليمه للنائب جلال الشويهدي للمساهمة في صياغة التشريعات المستقبلية.
يذكر أن الحوارية جاءت بحضور ومشاركة عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الزيتونة حسين الزياني، وأستاذ الإعلام بجامعة الزيتونة محمد الأصفر، وأستاذ الإعلام بجامعة الزاوية مسعود التائب، وأستاذ الإعلام بجامعة طرابلس عابدين الشريف، وعميد كلية الإعلام جامعة الزيتونة إبراهيم اشتيوي، مستشار وكالة الأنباء الليبية علي الدلالي، والصحفي عبد السلام القماطي المدير الأسبق لوكالة الأنباء الليبية، وعضو هيئة التدريس من كلية الآداب قسم الإعلام بجامعة درنة سليمان علي الأحول، ورئيس تحرير منصة أكولي وسن عبدالمجيد النويصري.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ