بنغازي 06 يونيو 2025 (الأنباء الليبية) -احتفل الشعب الليبي اليوم الجمعة، الموافق لأول أيام عيد الأضحى المبارك، بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي تتزامن هذا العام مع أداء الحجاج لشعيرة رمي الجمرات بمِنى، وهي من أعظم مناسك الحج التي يؤديها الحجاج بعد يوم الوقوف بعرفة، في أجواء روحانية عامرة بالإيمان والتقوى.
وتبدأ هذه الشعيرة في أول أيام العيد، الذي يحتفل به المسلمون حول العالم، حيث تذبح الأضاحي تقربا إلى الله وتتبادل التهاني وتُرفع الدعوات الصادقة للمغفرة والسلام.
وقد شهدت مدن ومناطق ليبيا كافة إقامة صلاة عيد الأضحى في المساجد والساحات العامة، وسط أجواء إيمانية مميزة، حيث توافد الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في ساعات الصباح الباكر لأداء الصلاة، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وألقى خلالها الخطباء كلمات مؤثرة حملت معاني سامية تتعلق بالعيد، حيث دعوا إلى الصفاء النفسي والتسامح والعفو والتغلب على الأحقاد والضغائن، وأكدوا على أهمية صلة الرحم والتواصل الاجتماعي خلال هذه الأيام المباركة التي تعد فرصة حقيقية لتعزيز القيم الإنسانية والإسلامية.
وركزت خطب العيد على ضرورة تغليب لغة الحوار والمصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الليبي، معتبرين عيد الأضحى فرصة لتجديد الروح الوطنية والانتماء وتعزيز قيم الأخوة. كما تضرع الخطباء إلى الله العلي القدير بأن يحفظ ليبيا من الفتن والانقسام، وأن يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوعها، مرددين دعوات صادقة مثل: “الله الله في بلادكم، الله الله في الأرواح والممتلكات، عظموا حرمات الله تكونوا من الفائزين”.
ومن على منابر المساجد، لم تغب فلسطين عن الدعاء، حيث خص الخطباء أهل غزة بالدعاء في خطبهم، مستنكرين العدوان الذي يتعرضون له، داعين الله أن يثبت أقدامهم، ويمنحهم الصبر والقوة، ويرفع عنهم الحصار، ويحفظ المسجد الأقصى المبارك من كيد الغاصبين وعدوان المعتدين، مؤكدين على أن قضية القدس ستظل حاضرة في وجدان الأمة الإسلامية.
وبعد انتهاء الصلاة، تبادل المصلون التهاني والتبريكات، سائلين الله أن يعيد هذه المناسبة على الشعب الليبي باليمن والبركات، وأن يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم وينهي حالة الانقسام، ويملأ البلاد أمنا وسلاما وطمأنينة.
وامتلأت الشوارع والمنازل بمظاهر الفرح والبهجة، وتوزيع الأضاحي على المحتاجين، وعادت الروح الأسرية إلى البيوت الليبية التي تعلقت منذ سنوات بأمل المصالحة الشاملة وإنهاء الخلافات.
يُذكر أن شعيرة رمي الجمرات التي يؤديها الحجاج اليوم في منى، تأتي بعد الوقوف بعرفة والمبيت في مزدلفة، وهي من الشعائر الأساسية التي تسبق طواف الإفاضة ونحر الأضاحي.
وقد بدأ أكثر من 1.6 مليون حاج أداء هذه المناسك اليوم الجمعة، وفي الوقت نفسه، تحتفل عدة دول إسلامية بعيد الأضحى يوم غد السبت، منها: المغرب، وموريتانيا، وباكستان، وماليزيا، وسلطنة بروناي، والهند، وبنغلاديش، بينما تحتفل ليبيا ومعظم الدول العربية الأخرى بالعيد اليوم الجمعة.
ويظل عيد الأضحى مناسبة عظيمة في حياة المسلمين، يتقرب فيها المؤمنون إلى الله بالنسك والطاعات، وتبذل فيها الجهود لنشر المحبة والتسامح والتكافل الاجتماعي.(الأنباء الليبية) س خ.