بنغازي 12 مايو 2025 (الأنباء الليبية) -طالب عدد من أعضاء مجلس النواب بتحرك وطني عاجل لوقف التصعيد الأمني المتفاقم في العاصمة طرابلس، في ظل تحركات مسلحة مريبة وتوترات متزايدة تهدد بانفجار وشيك قد يجر المدينة إلى صراع جديد على النفوذ والسلطة والثروة.
وأعرب النواب، في بيان مشترك، عن قلقهم البالغ واستيائهم العميق مما وصفوه بالعبث الأمني الذي حول طرابلس، العاصمة ومقر القرار السياسي، إلى رهينة في أيدي جماعات مسلحة، دون أي رادع قانوني أو سياسي، مؤكدين أن هذا الوضع يتم وسط صمت دولي وتواطؤ مكشوف، لا سيما من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي تكتفي ببيانات باهتة تدعو إلى ضبط النفس دون أن يكون لها أثر فعلي في حماية المدنيين أو ردع المتسببين في الفوضى.
وأشار النواب إلى أن ما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة لفشل استكمال المسار السياسي، وتعطيل متعمد في تشكيل حكومة موحدة، واستمرار حالة الجمود السياسي في توحيد المناصب السيادية، إضافة إلى غياب القرار الوطني الجامع الذي يضمن سيادة الدولة ويحمي مؤسساتها.
وحذّر البيان من تزايد دخول الأرتال العسكرية إلى طرابلس وتحركات القوى المسلحة غير المنضبطة التي تسعى إلى تحقيق مكاسب آنية باستخدام السلاح، ما ينذر بانفلات أمني شامل قد يقضي على ما تبقى من استقرار هش في العاصمة.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، دعا الموقعون على البيان إلى اتخاذ خطوات عاجلة تبدأ بتشكيل سلطة تنفيذية موحدة دون تأخير، تكون قادرة على فرض سيادة القانون، وإنهاء ازدواجية القرار، والإشراف على تنفيذ الاستحقاقات الدستورية والانتخابية.
كما دعوا إلى الإسراع بتوحيد وتسمية المناصب السيادية على أساس الكفاءة والنزاهة والمصلحة الوطنية، والعمل على تنفيذ مخرجات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وتوسيع مهامها لتعزيز الثقة بين الأطراف وضمان استقرار دائم.
وأكد النواب ضرورة عقد اجتماع عاجل بين قادة التشكيلات الأمنية في المنطقة الغربية ونظرائهم في المناطق الشرقية والجنوبية، لوضع خطة متكاملة لتوحيد المؤسسة العسكرية تحت مظلة وطنية واحدة، كما شددوا على الرفض القاطع لأي وجود أجنبي داخل الأراضي الليبية، ورفض جميع أشكال الارتهان والتبعية الخارجية.
وأوضح البيان أن العاصمة طرابلس، “عروس البحر”، هي ملك لكل الليبيين، ولن تكون ساحة للمرتزقة أو مرتعًا للعبث الأمني، مؤكدين أن الصمت الرسمي تجاه ما يحدث لم يعد موقفًا محايدًا، بل بات مشاركة في حالة الفوضى وتفريطًا في السيادة الوطنية. وختم النواب بيانهم بالدعوة إلى وقفة وطنية صادقة وجريئة من الجميع لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.
ووقع على البيان كلا من النواب: عبد النبي عبد المولى، طارق أبوهيسة، علي أبوزريبة، حليمة العائب، سارة السويح، محمد إمدور، صباح جمعة، عبد الناصر النعاس، خديجة الزروق، عمارة شمبارو، ابتسام عمر، علي المجدوب، الحفيظ اشنينة. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ