بنغازي 01 يونيو 2025 (الأنباء الليبية) – استضاف صالون “وال” الثقافي ، في نسخته السادسة، مساء اليوم الأحد، المخرج والمؤلف المسرحي القدير داود الحوتي، في جلسة نقاش معمقة تناولت واقع الحركة الفنية والمسرحية في ليبيا.
وافتتحت الجلسة بكلمة ترحيبية من رئيس الصالون عبد المنعم فرج، مؤكدا أن استضافة الحوتي جاءت تقديرا لمسيرته الطويلة التي تجاوزت ستة عقود من العطاء في خدمة المسرح الليبي، مؤلفا ومخرجا ومدربا.
الفنان المسرحي داود الحوتي، خلال حديثه، قدّم قراءة نقدية معمقة في واقع المسرح الليبي، مشيرا إلى الفراغ النقدي الأكاديمي وغياب الأقلام المتخصصة القادرة على تحليل وتوثيق التجارب المسرحية.
ووصف هذا الغياب بأنه “جريمة بحق الذاكرة الثقافية”، محذرا من فقدان رصيد تاريخي مهم للأجيال القادمة بسبب انعدام الأرشفة.
كما أعرب الحوتي عن إحباطه من الحالة العامة التي يعيشها الفن الليبي، التي وصفها بـ”حالة الجهل العام”، مشيرا إلى تراجع واضح في مستوى الإنتاج الفني وعدم قدرة المسرح المحلي على منافسة التجارب العربية، وكشف عن توقفه عن استكمال الجزء الثالث من إحدى مسرحياته الشهيرة نتيجة هذا الإحباط.
وشهدت الجلسة تفاعلا من الحضور، الذين استعرضوا أبرز محطات الحوتي الفنية، ومنها مسرحيات “خرف يا شعيب”، و”يوسف وياسمينة”، و”المستشفى”، إضافة إلى إشرافه على ورش علمية في التمثيل خلال عام 2003.
وفي ختام اللقاء، قام صالون “وال” بتقليد الفنان داود الحوتي درع التميز، تكريما لمسيرته الفنية التي بدأت بمشاركته طفلا عام 1965، إلى جانب فنانين عرب كبار مثل الفنان الراحل عمر الحريري في “بيت الله الحرام”، والمخرج المصري الراحل السيد راضي في “القاعدة والاستثناء”.
وتُوجت مسيرته عقب عودته من تدريب في النمسا بتجربته الإخراجية الأولى “طار الحمام” عام 1980، وتوالت بعدها مشاركاته محليا وعربيا، حتى عودته بمسرحية “المسالك والجو سالك” في رمضان 2023، التي مثلت امتدادا لمسرحية “المستشفى”، وشارك فيها شباب من المسرح الشعبي ببنغازي، واصفا العمل بأنه “قفزة جديدة” نحو المستقبل.
يذكر أن صالون “وال” هو مساحة ومنبر تشرف عليه الإدارة العامة لوكالة الأنباء الليبية ببنغازي ويُستضيف مطلع كل شهر، شخصيات بارزة ساهمت في إثراء المشهد الليبي من مختلف الجوانب والأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية لتسليط الضوء على القضايا التي تهم الرأي العام. (الأنباء الليبية) س خ.
-متابعة: هدى الشيخي
-تصوير: محمد فليفل