طرابلس 29 مايو 2025 (الأنباء الليبية) -انتقد الاستشاري علي أبوقرين تجاهل الأمم المتحدة، وخاصة بعثتها في ليبيا، لتدهور الوضع الصحي وانهيار منظومات ومؤسسات الصحة، مما أثر سلبا على حياة المواطن الليبي، وتسبب في تفشي الأمراض المزمنة والمستعصية وزيادة حالات الأورام والفشل الكلوي وتليف الكبد والأمراض المناعية والنفسية والأوبئة.
وجاء ذلك في رسالة مطولة وجهها الدكتور أبوقرين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هانا سيردا تيتية، حيث استهل رسالته بالإشارة إلى أن المنطقة تعيش منذ أكثر من عقد ونصف في ظل نزاعات مسلحة ألحقت أضراراً بالغة بالأنظمة الصحية.
فقد تعرضت البنى التحتية الصحية لتدمير شبه كامل، ونقص حاد في العناصر الطبية والامدادات، كما تعطلت المراكز الصحية والمستشفيات جراء القصف والإهمال والنهب، مما أدى إلى هجرة أعداد كبيرة من الأطباء والممرضين بسبب انعدام الأمن، وصعوبة وصول الناس للخدمات الصحية، وظهور أوبئة كالكوليرا والحصبة وشلل الأطفال.
وأضاف أبوقرين أن انهيار منظومة الإمدادات الغذائية والدوائية أدى إلى سوء تغذية الأطفال والحوامل، وتعطل برامج التطعيم، وفقدان القدرة على الترصد الوبائي والإنذار المبكر، ما شكل خرقا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية.
كما وصف الحالة الصحية في ليبيا بأنها تدمي القلب، مع إهمال واضح من الأمم المتحدة، التي ركزت فقط على الملف السياسي دون ربطه بالاستقرار المؤسسي والخدمات الصحية.
وأشار إلى أن النظام الصحي الليبي يعاني من تدمير البنى التحتية، وسرقة المستلزمات الطبية، وانتشار أدوية مزورة ومنتهية الصلاحية، مما أدى إلى تفشي الأمراض المزمنة، وغياب الرعاية الصحية الأولية والوقائية في معظم المناطق، خاصة النائية، وتفاوت الخدمات الصحية وظهور التمييز المجتمعي.
رغم ذلك، لم تعط الأمم المتحدة منذ تأسيس بعثتها في ليبيا عام 2011 أي أهمية كافية للقطاع الصحي، ولم تسعَ إلى إعادة هيكلة النظام الصحي أو حمايته من الانهيار، وهو ما تسبب في تفاقم الأزمة الصحية.
وختم أبوقرين رسالته بالدعوة إلى وضع الصحة كأولوية استراتيجية في خطط البعثة والأمم المتحدة، ودعم وزارة الصحة الليبية بالخبرات والكفاءات الفنية لوضع برامج إنقاذ عاجلة، مع ضرورة تفعيل منظومة التعليم الطبي والتدريب السريري التي تعاني من شلل، وضرورة وجود مستشفيات جامعية مرتبطة بالتعليم العالي، وتمكين المؤسسات المختصة برقابة سوق الدواء وسلاسل التوريد، وتوفير الدعم الفني والحوكمة والشفافية، بالإضافة إلى حماية المرافق الصحية والعاملين في القطاع الصحي الذين يؤدون رسالتهم الإنسانية النبيلة رغم الصعوبات.( الأنباء الليبية طرابلس) س خ.