بنغازي 29 مايو 2025 (الأنباء الليبية) – مع اقتراب موسم الأضاحي، يتجدد الحديث حول أهمية اختيار أضحية سليمة من الناحيتين الشرعية والصحية، لضمان لحوم آمنة وجودة غذائية عالية تلبي متطلبات الدين والصحة العامة.
ويشترط الإسلام في الأضحية أن تكون خالية من العيوب الظاهرة التي تخل بسلامتها أو تقلل من قيمتها كقربان، مثل العمى، العرج، أو الهزال الشديد.
لكن الخبراء يؤكدون أن الشروط الشرعية لا تكتمل إلا بالتأكد من سلامة الحيوان صحياً، لا سيما في ظل انتشار بعض الأمراض الحيوانية المعدية التي قد تهدد صحة الإنسان.
في هذا السياق، يوضح الدكتور أمجد العوكلي، الطبيب البيطري المخضرم والمتعاون مع جهاز الحرس البلدي الأبرق لصحيفة الأنباء الليبية، أن “الإسلام يشترط سلامة الأضحية من العيوب الظاهرة، ولكن إلى جانب ذلك لا بد من التأكد من خلو الحيوان من الأمراض المعدية التي قد تنتقل للإنسان”.
فحص الحيوان قبل وبعد الذبح
ويضيف: “ينصح الأطباء البيطريون بتجنب شراء الحيوانات التي تظهر عليها علامات أمراض مثل الحمى القلاعية، الجرب، السل، أو وجود خراجات وتورمات غير طبيعية، كما يجب أن يكون الحيوان نشيطاً وخالياً من علامات الضعف”.
أما عن المواصفات الجسدية والعمرية المطلوبة، فيوضح الدكتور العوكلي أن الضأن والماعز يُفضل أن يتجاوز عمرها ستة أشهر إلى سنة كاملة، فيما لا يقل عمر الأبقار عن سنتين، والإبل عن خمس سنوات، مع ضرورة أن يكون الحيوان ممتلئ الجسم وخالياً من مشاكل المشي.
ويشدد على ضرورة الفحص البصري الدقيق قبل الشراء، حيث يجب فحص صفاء العينين، خلو الأنف والفم من إفرازات غير طبيعية، وسلامة التنفس، إلى جانب نظافة الجلد وخلوه من الطفيليات كالقمل والقراد.
وبعد الذبح، ينصح الدكتور العوكلي بفحص لون اللحم الطبيعي، رائحته ، وبياض أو اصفرار الدهون، مع التأكد من خلو الكبد والأحشاء من نقاط بيضاء أو خراجات قد تدل على أمراض.
ويشير الدكتور العوكلي إلى التحديات الصحية التي تزداد خلال موسم الأضاحي بسبب كثافة عمليات الذبح، وقلة الرقابة الصحية، ومن أبرزها تفشي الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان كالحُمى المالطية والسل، وانتشار الطفيليات والديدان التي تصيب الإنسان عبر لحوم ملوثة.
الذبح العشوائي وخطره
ويُحذر الدكتور العوكلي من الذبح العشوائي خارج المجازر الرسمية، مشيراً إلى ما يمثّله من خطر بيئي وصحي كبير، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تسرّع من فساد اللحوم في غياب وسائل التبريد المناسبة، إلى جانب قلة وعي بعض المستهلكين بأهمية النظافة واشتراطات السلامة.
و قدّم الدكتور العوكلي مجموعة من التوصيات لضمان سلامة الأضاحي وحماية صحة المستهلكين، مشدداً على ضرورة إجراء الذبح داخل المجازر الرسمية وتحت إشراف طبيب بيطري مختص، مع الإسراع في تبريد اللحوم عقب الذبح مباشرة، لتفادي نمو البكتيريا وتلوث اللحوم.
كما دعا المستهلكين إلى التحلي بالوعي الكافي، والانتباه إلى مؤشرات المرض الظاهرة على الحيوان، والامتناع التام عن شراء أضاحٍ مريضة أو ضعيفة مهما كان سعرها، بالإضافة إلى ضرورة التخلص من المخلفات بطرق صحية وآمنة.
وأكد على أن وعي المستهلك يُمثّل خط الدفاع الأول في حماية الصحة العامة، موضحاً أن اختيار الأضحية السليمة ليس مجرد التزام ديني، بل هو أيضاً مسؤولية صحية واجتماعية تقع على عاتق كل فرد. (الأنباء الليبية) ك و
بشرى العقيلي