بنغازي 29 أبريل 2025 (الأنباء الليبية) – في الوقت الذي تقترب فيه ليبيا من استحقاق انتخابي جديد، تتزايد التساؤلات في الشارع الليبي حول مدى جاهزية الدولة لهذا الاستحقاق.
وفي لقاء حصري مع صحيفة الأنباء الليبية، استعرضت عضوة مجلس النواب انتصار شنيب، رئيس لجنة شؤون المرأة بالمجلس، استعدادات اللجنة لمواكبة العملية الانتخابية، والدور المرتقب لمشاركة المرأة الليبية بفاعلية في الحياة السياسية خلال المرحلة القادمة.
غياب الاستعدادات والتنسيق قيد الإعداد
أوضحت شنيب أن الاستعدادات للانتخابات المقبلة ما زالت غير واضحة بشكل كافٍ، مشيرة إلى أن الخطوط الأساسية لم تُرسم بعد. وأضافت: “ننتظر تنسيقاً قريباً بين اللجنة والحكومة لوضع رؤية موحدة وتكثيف الجهود، خاصة فيما يتعلق بمشاركة المرأة في هذه الاستحقاقات”.
لجنة المرأة… دعم ومواكبة للعملية الانتخابية
وأكدت أن لجنة شؤون المرأة سيكون لها دور فاعل في دعم ومواكبة العملية الانتخابية، معتبرة أن تمكين المرأة السياسي هو من أولويات اللجنة. وقالت: “نحن نسعى لأن تكون مشاركة المرأة واسعة وتواكب متطلبات المرحلة، لما لذلك من أهمية بالغة في تعزيز حضورها في مواقع القرار”.
تمثيل المرأة غير مُرضٍ وعزوف بحاجة إلى تحليل
وحول نسبة تمثيل المرأة في القوائم الانتخابية، وصفتها شنيب بأنها “غير مُرضية”، مؤكدة أن هناك مؤشرات لعزوف المرأة عن الترشح، رغم عدم وضوح الأسباب حتى الآن. وأضافت: “نعمل على فتح نقاش موسع حول هذا الملف للوقوف على الأسباب، ومحاولة تقديم الدعم والتشجيع اللازمين لتعزيز مشاركة المرأة”.
المرأة لا تزال تواجه مجتمعاً ذكورياً
وتطرقت شنيب إلى أبرز التحديات التي تواجه المرأة في المشهد السياسي، مشيرة إلى أن المجتمع الليبي لا يزال “ذكورياً” بطبيعته، رغم احترامه للمرأة ومكانتها. وأضافت: “المرأة تواجه صعوبات حقيقية أثناء مزاولتها للعمل في مختلف المجالات، ولا تزال تكافح للحصول على حقوقها السياسية والوصول إلى مواقع القرار”.
مبادرات لدعم المرشحات الجدد
وحول ما إذا كانت هناك مبادرات لدعم المرشحات، أكدت شنيب أن اللجنة ستطلق مبادرة خاصة لدعم المترشحات الجدد، تتضمن تقديم الاستشارات والمساندة، والدفع بهن للمشاركة في العملية الانتخابية.
ضمان قوانين تخدم قضايا المرأة
وفيما يتعلق بالقوانين القادمة بعد الانتخابات، أشارت شنيب إلى أن اللجنة تعوّل كثيرًا على المجلس الأعلى للمرأة، الذي تم تأسيسه مؤخرًا بموجب قانون صادر عن مجلس النواب، وقالت: “نعتبر هذا المجلس جسماً محايداً يمثل المرأة بعيدًا عن التجاذبات السياسية، وهو الأداة الأساسية لضمان حقوقها في المشاركة وصياغة مستقبلها السياسي”.
الإعلام.. الدور الغائب
وانتقدت شنيب ضعف دور الإعلام في تعزيز وعي المرأة بحقوقها السياسية والانتخابية، مشيرة إلى أن هذا القصور يمكن تجاوزه عبر تفعيل دور المجلس الأعلى للمرأة، بما يتيح للمرأة فضاءً أوسع للتعبير عن قضاياها وتطلعاتها.
العوائق الثقافية والاجتماعية ما تزال قائمة
وأضافت: “نعم، لا تزال هناك عراقيل ثقافية واجتماعية تحد من مشاركة المرأة، خصوصاً في مجتمع ما زال يعطي الأولوية للرجل في مواقع النفوذ. نعمل على إزالة هذه العراقيل من خلال الدورات، وورش العمل، والندوات في مختلف وسائل الإعلام”.
خارطة طريق لمشاركة أوسع في المستقبل
وحول تصورها لمستقبل مشاركة المرأة، أكدت شنيب أن السنوات الخمس القادمة ستكون حاسمة، وقالت: “نحن نعمل على خلق بيئة مناسبة تتيح للمرأة أن تكون فاعلة في المشهد السياسي، ونرسم خارطة طريق تضمن لها تمثيلاً حقيقيًا في مختلف المناصب”.
رسالة إلى المرأة الليبية
وفي ختام اللقاء، وجهت شنيب رسالة إلى المرأة الليبية مع اقتراب الانتخابات، قائلة: “مشاركتكن ضرورة وطنية، وعليكن أن تشاركن وتحثن عائلاتكن على المشاركة أيضًا، لأن الانتخابات هي السبيل لاختيار من يخدم الوطن والمواطن. المرأة عنصر مؤثر في المجتمع ويجب أن يكون لها دور ريادي في صنع القرار”.
(الأنباء الليبية) متابعة وحوار / أحلام الجبالي