بنغازي 29 إبريل 2025 (الأنباء الليبية) – حذّر مدير إدارة الشؤون الطبية بمستشفى الهواري للأمراض النفسية في بنغازي، الدكتور سعيد المشاي، من تفاقم أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية بالمستشفى، مؤكداً أن الوضع الحالي بلغ مرحلة حرجة تهدد جودة الخدمات العلاجية، لاسيما في ظل غياب أدوية أساسية، أبرزها أدوية التخدير اللازمة لجلسات العلاج الكهربائي.
وقال المشاي لصحيفة الأنباء الليبية، إن النقص لا يقتصر على أدوية التخدير، بل يشمل أصنافًا أساسية أخرى، مثل أدوية الذهان التي لم يتبقَّ منها إلا نوع واحد فقط، وهو ما لا يلائم جميع الحالات، ما يؤدي إلى انتكاسات صحية للمرضى نتيجة عدم الاستجابة للعلاج، وتراجع السيطرة الطبية على الأعراض.
نقص الأدوية يهدد علاج مستشفى الهواري
وأوضح أن الصيدلية تعاني من غياب مستمر للحقن الطبية والمستلزمات اليومية المستخدمة في الأقسام الإيوائية، مؤكداً أن “الوضع بات يُجبر الأطباء على صرف خيارات محدودة للغاية، لا تفي بالغرض العلاجي”.
وأشار إلى أن الجهاز الإداري بالمستشفى تلقى تعليمات من جهاز الإمداد الطبي تفيد بأن المستشفى هو الجهة الوحيدة المخولة بشراء الأدوية، غير أن المستشفى لا يمتلك القدرة المالية الكافية لذلك، في ظل تكرار ردود الإمداد الطبي حول “عدم توفر” الأدوية المطلوبة، موضحا أن تخصيص موازنة مالية مباشرة للمستشفى بات ضرورة ملحة لضمان استمرارية العمل.
وتطرّق المشاي إلى تحديات أخرى، من أبرزها الاكتظاظ الشديد في الأقسام الإيوائية، نتيجة امتناع بعض الأهالي عن استلام ذويهم بعد استكمال العلاج، ما يحمّل المستشفى أعباءً إضافية ويؤثر سلبًا على الطاقة الاستيعابية، خصوصًا في أقسام الرجال والنساء.
نقص في الموارد والكوادر الطبية
وبيّن أن بعض الحالات التي تُحال من الجهات الأمنية والنيابات، تُستقبل تحت بند “حالة أمينة” دون أن تكون في حاجة فعلية للإيواء الطبي، ولا يتم إخراجها إلا بعد رفع الصفة الأمنية عنها، ما يُطيل فترة مكوثها ويزيد من الضغط على السعة التشغيلية للأقسام.
وأوضح أن المستشفى يضم ثلاث أقسام رئيسية لإيواء الرجال (أ، ب، د)، حيث يُعد القسم “د” خاصًا بالحالات المقيمة بصورة دائمة، والتي تخلى عنها ذووها بالكامل، ويعاني هذا القسم من نقص واضح في الخدمات المعيشية والطبية، في ظل غياب الإمكانيات والدعم الكافي.
وأشار إلى النقص الحاد في الكوادر الطبية والتمريضية مقابل الأعداد الكبيرة من المرضى المترددين من مختلف أنحاء ليبيا، من أقصى الشرق إلى مدن الجنوب، وهو ما يُفاقم العبء اليومي على العاملين ويؤثر على جودة الخدمة المقدّمة، مضيفا أن المستشفى يتكفّل أحيانًا بمصاريف نقل بعض المرضى إلى مدنهم بعد استكمال العلاج.
وناشد الدكتور سعيد المشاي الجهات المختصة بتحمل مسؤولياتها وتقديم الدعم الفوري للمستشفى، سواء من خلال توفير الأدوية أو تعزيز الموارد البشرية والمالية، لضمان استمرار المستشفى في أداء رسالته الإنسانية والعلاجية تجاه مرضى الصحة النفسية في ليبيا. (الأنباء الليبية) ك و
تقرير| فاطمة الورفلي و أماني الفايدي