بنغازي 18 فبراير 2025 (الأنباء الليبية) -أصبح التحول المؤسسي والبرمجي حجر الزاوية لتحسين أداء المؤسسات وتعزيز الاقتصاد الوطني في العصر الرقمي. هذا التحول لا يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل يشمل تغيير الثقافة المؤسسية والعمليات الداخلية بحيث تتماشى مع المتطلبات الحديثة لتلبية احتياجات الأسواق المتغيرة بسرعة.
وفي هذا السياق، بدأ تناول أهمية التحول المؤسسي والبرمجي في سياق المؤسسات الليبية وكيفية مساهمته في تعزيز الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.
في حديث لصحيفة “الأنباء الليبية” أكد عمر شوران، رئيس مجلس إدارة الجمعية الليبية للإنترنت، أن التحول المؤسسي يعد عملية حيوية تهدف إلى إعادة تشكيل الثقافة داخل المؤسسات من خلال تغيير سلوكياتها وعملياتها بشكل يعزز الأداء المؤسسي ويشجع على التنمية الشاملة.
وأضاف شوران قائلاً: “إن التحول المؤسسي والبرمجي يمثل فرصة هامة للتغلب على التحديات التي تواجه المؤسسات الليبية وتحسين كفاءتها من خلال تبني التكنولوجيا الحديثة، وهو ما سيسهم في تحسين العمليات بشكل كبير، وبالتالي دفع ليبيا نحو مستقبل رقمي أكثر تقدمًا.”
دور الجمعية الليبية للإنترنت في التحول الرقمي
ومن خلال مشاريع عدة، أكدت الجمعية الليبية للإنترنت على دورها المحوري في تسريع التحول الرقمي في المؤسسات الليبية.
وأشار شوران، إلى أن الجمعية تركز على تعزيز الكفاءة داخل المؤسسات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة، وهو ما يسهم بشكل مباشر في زيادة التنافسية.
وقال: “على الرغم من تأخرنا قليلاً عن الركب العالمي في هذا المجال، إلا أن بدء التحول الرقمي هو خطوة حاسمة. الفوائد التي ستجنيها المؤسسات في نهاية المطاف ستكون هائلة، خاصة في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم.”
تحديات التحول الرقمي
ورغم الفوائد العديدة للتحول الرقمي، إلا أن المؤسسات الليبية تواجه عددًا من التحديات التي تعيق تحقيق هذا التحول بشكل فعال.
أبرز هذه التحديات تشمل نقص البنية التحتية التكنولوجية وضعف التشريعات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى مقاومة بعض الموظفين للتغيير.
يقول شوران: “من الضروري أن نستثمر بشكل كبير في البنية التحتية التكنولوجية وأن نعمل على تطوير التشريعات اللازمة لدعم التحول الرقمي في البلاد.”
كيفية تجاوز التحديات
ومن أجل التغلب على هذه التحديات، أكد شوران على ضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية مدروسة. وأضاف: “يجب أن نركز على الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية بشكل كبير، وتقديم برامج تدريبية للموظفين لرفع مهاراتهم بما يتناسب مع التحولات السريعة في العالم الرقمي، كما يجب إشراك الموظفين في عملية التحول من أجل تقليل المقاومة وضمان نجاح هذه المبادرات.”
التعاون بين الجهات
وأكد شوران على أهمية التعاون بين الجمعية والحكومة والقطاع الخاص لتحقيق النجاح في التحول الرقمي.
وقال: “لقد نظمنا ورش عمل وندوات لزيادة الوعي حول أهمية التحول الرقمي، ونحن الآن في مرحلة يمكن فيها التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة لوضع استراتيجيات مشتركة تساهم في تعزيز هذا التحول.”
دور القيادة في عملية التحول المؤسسي
من جانبه أشار أحمد الخمسي، المحلل الاقتصادي، إلى أن القيادة القوية تعد عنصراً أساسياً في نجاح التحول المؤسسي.
وفي حديث لصحيفة “الأنباء الليبية”، قال الخمسي: “القيادة في عملية التحول المؤسسي يجب أن تتمتع برؤية واضحة وديناميكية، وتكون قادرة على توجيه المؤسسات بشكل مرن في مواجهة التحولات الاقتصادية السريعة، كما أن الشفافية في التواصل مع الموظفين حول التأثيرات المحتملة للتحول على عملهم اليومي تساهم في تسهيل العملية.”
وأضاف الخمسي، أن إقناع الموظفين بالتحول يتطلب إشراكهم في مراحل التخطيط والتنفيذ، مما يساهم في تقليل المقاومة وخلق شعور بالانتماء للمشروع.
وأكد على أهمية توفير حوافز مالية وبرامج تدريب مستمر لضمان تأهيل الموظفين لمواكبة التغييرات السريعة.
أثر التحول على الاقتصاد الوطني
في هذا الجانب أوضح الدكتور صبري جبران محمد الكرغلي، مدير إدارة المؤسسات بهيئة ضمان الجودة في ليبيا، أن التحول المؤسسي والبرمجي يعد من العوامل الأساسية لتعزيز الاقتصاد الوطني وتنمية المؤسسات.
وقال الكرغلي: “التحول المؤسسي والبرمجي يعزز من كفاءة الإنتاج ويقلل التكاليف، كما يسهم في تحسين التنافسية من خلال مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ومن الناحية الاقتصادية، يمكن لهذا التحول أن يسهم في تحسين بيئة الاستثمار، ويحفز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تسهيل الإجراءات وتقليل الفساد.”
وأضاف الكرغلي: “في الدول النامية، يمكن للتحول الرقمي أن يدعم القطاعات الاقتصادية الأساسية مثل الصناعة والخدمات عبر تحسين سلاسل التوريد وزيادة كفاءة الإنتاج، كما يسهم في تطوير الخدمات الحكومية والصحية، مما يساهم بشكل عام في تحسين جودة الحياة للمواطنين.”
وأشار الكرغلي، إلى أهمية وضع سياسات داعمة للتحول الرقمي وتحسين التعليم والتدريب المهني وتوفير التمويل والدعم للشركات الناشئة لضمان نجاح التحول الرقمي وتحقيق الفوائد الاقتصادية المرجوة. (الأنباء الليبية) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي