بنغازي 11 يونيو 2025 (الأنباء الليبية) ـ تواصل الجمعية الليبية لحماية الأحياء البحرية جهودها الرامية للحفاظ على السلاحف البحرية، وبخاصة السلحفاة ضخمة الرأس (Caretta caretta)، التي تواجه خطر الانقراض، وذلك في مواجهة للتحديات البيئية المتزايدة في البحر الأبيض المتوسط
تهديدات بيئية
علي بوشويقير، مؤسس الجمعية، أوضح في تصريح لوكالة الأنباء الليبية أن الكائنات البحرية تتعرض لتهديدات جسيمة أبرزها الصيد الجائر، والتلوث بالبلاستيك، واستخدام المتفجرات في الصيد، وهي ممارسات تؤثر سلبًا على التوازن البيئي في السواحل الليبية.
وأشار إلى تراجع أعداد السلاحف البحرية خلال السنوات الأخيرة، في مؤشر مقلق على تدهور بيئي واسع، موضحًا أن هذه الكائنات تلعب دورًا حيويًا في استقرار النظام البيولوجي البحري.
أعشاش جديدة
وفي إطار جهود الرصد، تمكنت الجمعية هذا العام من تسجيل 40 عشًا على الشواطئ الليبية، مقارنة بـ20 عشًا فقط في العام الماضي، في منطقة تمتد لعشرة كيلومترات. ويتوقع الفريق تسجيل أكثر من 100 عش خلال موسم التعشيش الذي يستمر من مايو حتى أغسطس.
وأضاف بوشويقير أن متطوعي الجمعية يعملون على توجيه السلاحف الصغيرة إلى البحر بعد الفقس، في جهود تطوعية خالصة وبإمكانيات محدودة.
الدعم الفني والمالي
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تواجه الجمعية صعوبات كبيرة في ظل نقص المعدات، من زوارق وأجهزة رصد وكاميرات حرارية، إلى أدوات التتبع، ما يعوق جهود حماية الأعشاش ومراقبة السلاحف.
وقال بوشويقير: “نعتمد على أدوات شخصية وتبرعات بسيطة، ونأمل في الحصول على دعم من الجهات المعنية لمواصلة هذه المهمة البيئية الضرورية”.
السلاحف مؤشر على صحة البحر
وتُعد السلحفاة ضخمة الرأس من أبرز المؤشرات الحيوية لصحة البيئة البحرية، إذ تسهم في ضبط التوازن الغذائي البحري من خلال تغذيتها على الكائنات الهلامية والقشريات.
ويحذر خبراء البيئة من أن غياب السلاحف عن سواحل المتوسط قد يؤدي إلى اختلالات كبيرة في النظام البيئي، ما ينعكس سلبًا على بقية الكائنات البحرية. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) ه ع
متابعة: نور الهدى العقوري
