بنغازي 04 يونيو 2025 (الأنباء الليبية) – يشهد الخروف “البرقاوي” الليبي إقبالًا متزايدًا من قبل تجار اللحوم والمواشي في دول الخليج، خصوصًا من السعودية والإمارات، حيث يعزو التجار هذا الطلب إلى جودة الخروف “البرقاوي” التي أصبحت مطلوبة في الأسواق الخليجية، نظرًا لما يتمتع به من صفات فريدة، أبرزها طراوة لحمه وقلة الدهون فيه بالإضافة إلى نكهته المميزة التي لا تضاهى.
ويمتاز الخروف “البرقاوي” بجسم متناسق وصوف خفيف لا يعوق نموه، مع رأس داكن وقرون واضحة، ويتميّز بسرعة التسمين والقدرة العالية على التأقلم مع البيئات الجافة، وهو ما يجعله خيارا مثاليا للتربية في المناخ الصحراوي الخليجي، وتؤكد التجارب أن لحمه يطبخ في وقت أقل مقارنة بالخراف المستوردة من دول أخرى، كما أنه أكثر صحية.
ورغم الإغراءات المالية الكبيرة يرفض عدد من المربين الليبيين بيع هذه السلالة عبر طرق غير رسمية أو تهريبها خارج البلاد، مؤكدين أن الحفاظ على الخروف البرقاوي مسؤولية وطنية، وأن تهريبه يهدد باندثار واحدة من أنقى السلالات الليبية التي تعد من رموز الهوية الزراعية للبلاد. مطالبين الجهات المختصة بوضع آلية رسمية للتصدير تحفظ حقوقهم وتضمن استمرار هذه الثروة الحيوانية في ليبيا.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الليبية أكد المواشي فتحي العريفي أن الخروف “البرقاوي” يُعد من السلالات النادرة والمطلوبة في أسواق دول مثل (السعودية والإمارات) بأسعار تفوق السعر المحلي بكثير، معبرًا عن رفضه لتهريب هذه السلالة خارج البلاد حفاظًا على الأصناف المحلية الأصيلة.
ـ أسباب الارتفاع
وفي السياق، تحدث تاجر المواشي عن ارتفاع أسعار الأضاحي التي تشهدها البلاد هذا العام، حيث أرجع السبب إلى مجموعة من العوامل المتراكمة التي أثقلت كاهل المربين والتجار، على رأسها ارتفاع أسعار الأعلاف وغياب المراعي الطبيعية.
وأوضح العريفي أن أسعار الخراف الصغيرة، التي لا يتجاوز عمرها شهرين، وصلت إلى 1200 دينار ليبي، مشيرًا إلى أن ما يُعرف بـ”الركن” – أي تربية الخروف لمدة سنة كاملة حتى يبلغ سن الأضحية – يتطلب مصاريف باهظة قد تصل إلى 250 دينارًا شهريًا للرأس الواحد، تشمل العلف والدواء والرعاية اليومية، دون احتساب الخسائر الناتجة عن نفوق بعض الرؤوس أو ضعف الإنتاج.
وأضاف أن الأعباء لا تقتصر على العلف فقط، بل تشمل أجور الرعاة المرتفعة، وتكاليف إيجار الحظائر، والأدوية البيطرية، وظروف المناخ القاسية، معتبرًا أن هذه العوامل مجتمعة ترفع من سعر البيع النهائي للمستهلك.
وأكد العريفي أن تجارة المواشي باتت محفوفة بالمخاطر، إذ ترتبط بشكل كبير بموسم العيد وحركة السوق، مضيفًا: “أحيانًا نحقق مكسبًا كبيرًا، وأحيانًا لا نوفر حتى أجرة الراعي، وربما نخسر كامل رأس المال”.
وأشار إلى أن البيع في المدن الكبرى هو الأكثر رواجًا نظرًا للكثافة السكانية، في حين أن الإقبال في المناطق الريفية أقل بكثير. كما رحّب العريفي بقرار الحرس البلدي القاضي بمنع ذبح الإناث، معتبرًا إياه خطوة مهمة لحماية الثروة الحيوانية المحلية.
ـ دعم الأعلاف
وفي ختام حديثه، طالب العريفي الحكومة بتوفير دعم مباشر للأعلاف، معتبرًا أن دعم قنطار الشعير من شأنه خفض الأسعار وكسر الاحتكار. وقال: “لو توفرت العلفة بسعر مدعوم ما كنا لنرى هذه الأسعار المرتفعة”.
وأوضح أن المواطن يرى الأسعار المرتفعة دون أن يدرك حجم الجهد والتكاليف التي تُبذل على مدار عام كامل لتربية الأضحية، مشددًا على أهمية التفهم الشعبي والتشجيع الرسمي من أجل الحفاظ على قطاع الثروة الحيوانية المهدد بالتراجع. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) ه ع
متابعة: بشرى العقيلي