كنز طبيعي مهدد بحرائق مستمرة
وأوضح العقيد ابريدان لوكالة الأنباء الليبية، أن الجبل الأخضر يعد محمية طبيعية غنية بغطاء نباتي متنوع وكائنات حية نادرة، ويُعتبر “رئة الإقليم” لاحتوائه على أكثر من 1100 نوع من النباتات، مما يشكل حوالي نصف النباتات في ليبيا.
وبيّن أنه من بين هذه النباتات، يوجد حوالي 80 نوعًا نادرًا عالميًا لا تنمو إلا في الجبل الأخضر، كما يضم الجبل نباتات طبية تُستخدم في صناعة الأدوية، وأخرى عطرية تدخل في صناعة مواد التجميل والعطور، ما يجعل هذه المنطقة مصدرًا اقتصاديًا هامًا إذا تم استغلاله بشكل صحيح.
وأكد العقيد أن الغابات في الجبل الأخضر تلعب دورًا حيويًا في تلطيف درجات الحرارة وتقليل انبعاث الغازات السامة، حيث يُنتج الكيلومتر المربع من الغابات نحو 10 أطنان من الأوكسجين يوميًا، ما يعادل 3650 طنًا سنويًا، إلى جانب امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
التحديات الكبيرة أمام حماية غابات الجبل الأخضر
وتحدث العقيد عن التحديات التي تواجه الغابات، مشيرًا إلى “الهجمة الشرسة” التي تتعرض لها من جراء قطع الأشجار بغرض التوسع العمراني أو إنتاج الفحم، فضلًا عن الحرائق المتعمدة والعوامل الطبيعية مثل الجفاف والأعاصير.
واعتبر أن التدخل البشري عبر استخدام الآلات والمناشير الحديثة لإزالة الغابات يشكل الخطر الأكبر.
كما انتقد العقيد ما وصفه بـ”إهمال الدولة” لغابات الجبل الأخضر، مشيرًا إلى نقص سيارات الإطفاء والطائرات القادرة على التدخل السريع في المناطق ذات التضاريس الوعرة، مما يعوق جهود السيطرة على الحرائق.
ودعا إلى ضرورة “وقفة جادة” من القيادة العامة في هذا الشأن، مناشدًا كل من المشير أركان حرب خليفة بالقاسم حفتر، والفريق صدام حفتر، والفريق خالد حفتر للتدخل العاجل.
وأشاد العقيد بالدور الذي لعبته القيادة العامة في دعم جهاز الشرطة الزراعية في الماضي، معربًا عن أمله في أن تستكمل الجهود لحماية الجبل الأخضر، الذي بدأ يفقد غطائه النباتي بشكل مقلق، محذرًا من أن التصحر أصبح يزحف على أغلب الأراضي الليبية.
خطر مكب النفايات وخزانات الغاز
وفيما يتعلق بحرائق يوم الخميس الموافق 15 مايو 2025، أشار العقيد ابريدان إلى أن سرعة الرياح كانت السبب الرئيس في تحريك أعمدة الكهرباء، مما أدى إلى سقوط شرارات تسببت في اشتعال النيران وانتشارها بسرعة.
كما لفت إلى أن النيران التي اشتعلت جنوب مدينة البيضاء انطلقت من مكب النفايات، الذي يعد مصدر خطر دائم بسبب الأدخنة والروائح الكريهة، خاصة عند هبوب الرياح الجنوبية.
وأضاف العقيد أن المكب يقع بالقرب من مستودع لتعبئة أسطوانات الغاز، ويحتوي على خزانات مليئة بالغاز، ما يمثل تهديدًا كارثيًا إذا امتدت النيران إليها.
وجدد العقيد مناشدته للقيادة العامة والحكومة بتوفير سيارات الإطفاء ووضع خطط عملية لحماية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من غابات الجبل الأخضر. (الأنباء الليبية) ك و