الأصابعة، 16 أبريل 2025 (الأنباء الليبية) – لا تزال مدينة الأصابعة تعيش على وقع ظاهرة غامضة ومقلقة، تتمثل في سلسلة من الحرائق المتكررة التي اندلعت منذ فبراير الماضي، وطالت حتى اليوم أكثر من 200 منزل، وسط حالة من الخوف والقلق تسود أوساط الأهالي، في ظل غياب تفسير واضح لأسباب هذه الحرائق.
منازل تحترق أكثر من مرة
وأكد مدير مكتب الإعلام بالمجلس البلدي الأصابعة، الصديق المقطف، لصحيفة “الأنباء الليبية”، أن بعض المنازل تعرضت للاحتراق لأكثر من ثلاث مرات متتالية، ما دفع العديد من العائلات إلى مغادرة منازلها واللجوء إلى مساكن أقاربهم، بينما اضطر آخرون إلى تفريغ منازلهم من الأثاث، والاكتفاء بفرش مراتب على الأرض، وتنظيم أنفسهم في ورديات بين النوم والحراسة، في محاولة لتفادي الخسائر.
وأشار المقطف إلى أن معدل الحرائق اليومي انخفض من 15 منزلًا إلى نحو 6، إلا أن الظاهرة لا تزال مستمرة، وقد تسببت في انهيار عدد من المنازل كليًا، مضيفًا أن الإصابات المسجلة حتى الآن اقتصرت على حالات اختناق، دون تسجيل وفيات.
ودعا المجلس البلدي، عبر “الأنباء الليبية”، الجهات المختصة إلى ضرورة تكثيف جهودها وتوحيد إمكانياتها لكشف ملابسات هذه الظاهرة غير المسبوقة، التي أرهقت سكان الأصابعة وأثارت الكثير من التساؤلات والغموض.
خبراء يستبعدون الأسباب البيئية وراء حرائق الأصابعة
وأوضح المقطف أن الفريق الأوروبي الزائر والمركز الوطني لإدارة الأزمات والطوارئ استبعدا وجود علاقة بين الحرائق والمواد الكيميائية أو الغازات أو التلوث البيئي، وذلك بناءً على النتائج الأولية للفحوصات الفنية التي أُجريت باستخدام أجهزة وتقنيات حديثة.
ومن المنتظر، بحسب المقطف، أن يسلم فريق الخبراء تقريره النهائي إلى بلدية الأصابعة خلال الأيام المقبلة، ويتضمن نتائج التحقيقات الفنية الدقيقة التي أُجريت حتى الآن.
ولمواجهة الأزمة، شكلت بلدية الأصابعة فريقًا علميًا بالتعاون مع إدارة شؤون الإصحاح البيئي، ومركز بحوث النفط، والمؤسسة الوطنية للنفط، وهيئة السلامة الوطنية، إضافة إلى فرق بحثية أخرى، بهدف دراسة أبعاد الظاهرة وتحليلها استنادًا إلى الإمكانيات المتوفرة.
وفي ختام حديثه، جدد المقطف نداءه إلى الجهات المعنية في الدولة لتوفير الدعم الفني واللوجستي العاجل، وتمكين البلدية من التعامل بفعالية مع هذه الكارثة الغامضة، حفاظًا على سلامة المواطنين وممتلكاتهم. (الأنباء الليبية) ك و
تقرير: أحلام الجبالي