بنغازي 11 يوليو 2020 (وال)- عقدت اللجنة العليا لمكافحة وباء “كورونا” اليوم السبت، اجتماعًا مع اللجنة الطبية الاستشارية للجنة العليا.
هذا وحضر اجتماع اللجنة المشكلة بموجب قرار القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية رقم (127) لسنة 2020 م، برئاسة سيادة رئيس الأركان العامة الفريق عبد الرازق الناظوري، وعضوية وزراء الداخلية المستشار إبراهيم بوشناف، والصحة الدكتور سعد عقوب، والتعليم الدكتور فوزي بومريز، ووكيل الوزارة لشؤون التعليم العالي الدكتورة فاطمة الغالي، ووكيل الوزارة لشؤون التربية والتعليم الدكتور عبد الرحيم محمد البركي، ومقرر اللجنة العليا المقدم إبراهيم الرمالي، وعدد من المستشارين.
وافتتحت اللجنة اجتماعها الذي عقد بديوان وزارة الداخلية في مدينة بنغازي، بالاطلاع على الوضع الوبائي للبلاد، مطلعة على أوضاع مراكز الحجر والعزل الطبي ولجان التقصي والرصد العاملة في مواجهة الوباء.
واطلعت اللجنة على عدد الحالات المصابة بالمرض، النشطة منها، وكذلك التي تم شفاؤها، إضافة إلى تلك التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى.
وكشف معالي وزير الصحة الدكتور سعد عقوب، إن إجمالي الإصابات بفيروس كورونا بلغ 1389 حالة، منها 1011 حالة لا تزال نشطة، وأن عدد المتعافين من المرض بلغ 340 حالة، فيما انتقل إلى رحمة الله تعالى عدد 38 حالة.
وقال الدكتور سعد عقوب إن الوضع الوبائي في ليبيا انتقل من مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الانتشار، لافتًا إلى أن 30 بؤرة وبائية تم تسجيلها في ليبيا.
من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الطبية الاستشارية للجنة العليا والناطق الرسمي باسم اللجنة الدكتور أحمد الحاسي، إن المنطقة الممتدة من سرت غربًا حتى أمساعد شرقًا، وصولا إلى الكفرة جنوبًا لم يسجل بها إلا 73 حالة موجبة، مشيرًا إلى أن نسبة المصابين في هذه المنطقة تقدر بنحو 7 %.
وأوضح الحاسي أن مدينة سبها لوحدها سجّل بها 538 حالة موجبة، بينهن “10” حالات تم تسجيلهن يوم أمس الجمعة من العناصر العاملة بالمستشفى، لافتًا إلى أن المنطقة الغربية تُعد فيها مدينتي طرابلس ومصراتة الأكثر تواجدًا للحالات المصابة بالمرض.
وأشار الحاسي إلى أن تدوينة الطبيب المقيم في كندا الدكتور هاني شنيب؛ التي فسّرت على أنها تتحدث عن الوضع الوبائي في ليبيا ليست كما فهمت، وإنما تحدث فيها الدكتور شنيب عن الوضع الوبائي في الولاية التي يعيش بها خارج الوطن.
وشدّد الحاسي على أن جائحة كورونا تُعد واقعًا معاشًا وحقيقة دامغة، لافتًا إلى أن عدم ظهور الأعراض على الحالات التي أثبتت التحاليل إصابتها المؤكدة بالمرض، لا يعني عدم وجوده.
من جهته، قال رئيس اللجنة الطبية الاستشارية الدكتور فتحية العريبي إن الحالات التي انتقلت إليها العدوى بالمرض لم تكن معظمها من كبار السّن، مشيرة إلى أن هذه الفئة هي المعرضة لظهور الأعراض، والمهددة بالمضاعفات بسبب وجود عدد الأمراض المزمنة لديها، وأن التباعد الاجتماعي الذي يطبقه كبار السن، هو ما جنبهم الإصابة بالمرض.
وأوضحت الدكتور فتحية العريبي أن جميع الحالات التي تم إيواءها في مستشفى الهواري العام، وبرج الأمل بمركز بنغازي الطبي، ومستشفى الكويفية، ومصحة الإرادة، لم يتم تسجيل أية حالة منها تحتاج إلى التنفس الصناعي، مؤكدة أن 20 % من الحالات المصابة بالمرض، تحتاج للإيواء بالمستشفى، فيما لا تظهر الأعراض على 80 % من إجمالي المصابين.
وأكدت الدكتور فتحية العريبي، أن المرحلة المقبلة سيتم فيه عزل الحالات المصابة بالمرض في منازلها، خاصة تلك التي لم تظهر عليها الأعراض التي تتطلب دخولها للمستشفى للحصول على العناية الطبية، مؤكدة أن الرحلات الأخيرة للعالقين في الخارج، سيتم إخضاعهم عقب عودتهم للحجر المنزلي لمدة 14 يومًا، في حال بينت تحاليل البي سي آر خلوهم من المرض.
وأكدت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، على ضرورة الاستمرار في تطبيق كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازم تنفيذها، لضمان عدم تفشي هذا الوباء وخروجه عن السيطرة.
وأشارت اللجنة إلى أن كافة التدابير الوقائية والاحترازية المتعلقة بالجانب الأمني والخدمي التي تم اتخاذها في السابق، ضمنت عدم انتشار الوباء بشكل سيء، مؤكدة أنها ستزيد من الإجراءات الأمنية والعسكرية التي تحول دون انتقال المواطنين من المدن والمناطق التي تشهد وضعًا وبائيًا سيئًا، إلى غيرها من المدن والمناطق التي تشهد استقرارًا.
من جهة أخرى، أكد رئيس اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا الفريق عبد الرازق الناظوري، أنه وبالتنسيق مع الهيأة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية، ودولة رئيس مجلس وزراء الحكومة الليبية السيد عبد الله الثني، سيُعلنون رفع الحظر على أداء الصلوات الخمس والجمعة في كافة المساجد، شريطة تطبيق كافة التدابير الوقائية والاحترازية التي أعلنت عنها اللجنة الطبية الاستشارية؛ منها على سبيل الذكر لا الحصر، إزالة الفرش الأرضي، وإغلاق دورات المياه، وإقامة الصلاة عقب الأذان مباشرة، واصطحاب المصلي لسجادته، وارتداء الكمامة في كل صلاة، مع التباعد بين المصلين.
في سياق ذاته، استعرض معالي وزير التعليم الدكتور فوزي بومريز؛ الموقف العام للوزارة منذ بداية أزمة جائحة كورونا، وما اتخذته من إجراءات ساهمت مساهمة كبيرة في مكافحة هذه الظاهرة على مستوى البلاد، وما تتطلبه المرحلة القادمة لاستكمال الرسالة التعليمية.
وناقش السيد الوزير والسادة وكلاء الوزارة مع اللجنة العليا واللجنة الطبية الاستشارية، الإجراءات الواجب اتخاذها لتنفيذ أعمال الامتحانات، في ظل تدابير وقائية واحترازية وإمكانيات طبية لازمة وضرورية.
وأوضح الوزير أن الوزارة قامت بإصدار أسئلة استرشادية لطلاب التعليم الأساسي والثانوي، يتم اختبارهم فيها بعد توفر كافة الاشتراطات الوقائية والاحترازية في المدارس، وفقًا لآلية سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
وأكد الوزير أن الوزارة لن تتمكن من توفير هذه الاشتراطات في الوقت الراهن، من خلال تعقيم 2196 مؤسسة تعليمية، وعدد 184 كلية ومعهد عالي، إضافة إلى شراء كمامات لعدد 700 ألف طالب وطالبة، بسبب الظروف المالية التي تمر بها الحكومة الليبية، مُعربًا عن أمله في حل الأزمة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك.
وقال معالي الدكتور فوزي بومريز، إن وزارة التعليم ستُجري امتحانات مرحلة النقل للتعليم العام (الأساسي، والثانوي) يوم 8 أغسطس المقبل، حال توفرت الإمكانيات اللازمة للتدابير الاحترازية والوقائية.
وفيما يتعلق بالتعليم العالي، أكد الوزير أن الامتحانات ستنطلق في 9 أغسطس المقبل، على أن يتم تطبيق كافة التدابير الاحترازية والوقائية للطلاب وأعضاء هيأة التدريس، كونهم كبار في السن، ويفهمون معنى التباعد الاجتماعي، ويعلمون خطر المرض، لافتًا إلى أن اللائحة 501 الخاصة بالتعليم العالي، تسمح لمن تجاوزوا 75 % من المقرر الدراسي إجراء الامتحانات النهائية.
وأكد الوزير أن المسؤولية تضامنية، داعيًا أولياء الأمور لتفهم خطر الجائحة، لافتًا إلى أن جدولا زمنيًا محكمًا سيضمن عدم ضياع العام الدراسي على الطلبة، ويضمن مراجعة ما ضاع خلال هذا العام الدراسي في العام القادم.
وأكد الوزير أن لجنة علمية تعكف هذه الأيام، على إعداد لائحة التعليم عن بُعد، مؤكدًا أنه سيتم اعتمادها وتكون رافدًا من روافد التعليم في ليبيا، مشيرًا إلى انطلاق العديد من المنصات التعليمية عبر شبكة الإنترنت والقنوات التلفزيونية. (وال- بنغازي) ر ت